تعبير
عن ( الوفاء )
الوفاء صفة
من الصفات الأخلاقية الاجتماعية ، يتجلى في الإخلاص لقضية معينة أو شيء ما بقلب
صادق ،كما أن الوفاء صفة إنسانية جميلة ، فعندما يعبر عنها الإنسان بمشاعره
وعواطفه ، يصل إلى مرحلة تصل إلى الفضائل الإنسانية ، فالوفاء هو صدق في الأقوال
والأفعال ، والخيانة هي الكذب فيهما ، فمن يفقد الوفاء يفقد إنسانيته ، ولقد حث
الإسلام على الوفاء في كثير من الآيات القرآنية الكريمة حيث قال : ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا
نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ
ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ﴾.
ولقد حثت
السنة النبوية في كثير من الأحاديث الشريفة على الوفاء والعمل به ، فَعَنْ عَمْرِو
بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَام الفَتح عَلى دَرج الكَعبة فَحمد اللَّهَ وأَثنى عَليه ثُم
قَالَ: (مَن كَانَ لَه حِلف فِي الجَاهِلية لَم يَزدهُ الإسلامُ
إِلَّا شِدةً، وَلَا هِجرةَ بَعد الفَتحِ)
ـ «صحيح أبي داود».
قال
الإمام علي – رضي الله عنه – :
وَلا خَـــيرَ في وِدِّ اِمــرِئٍ مُــتَلَّون
*
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ
تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ * وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعـدّهُم
* وَلَكِنَّــهُم في النَّائِبَــــاتِ
قَـــليــلُ
فَالوفاء بالوعود والعهود من الفضائل الأخلاقية التي يجب على
المؤمنين امتلاكها ، والكذب من الرذائل الأخلاقية التي يجب على المؤمنين تجنبها.
ولهذه الصفة الخُلُقِيَّةِ نَفْعٌ كبير يعود على الفرد
والمجتمع ؛ لأن الإنسان إذا اتصف بهذه الصفة ، فإنه يصبح مَحَلَّ اِحْتِرَامِ
الجميع وتقديرهم ، كما أن الجميع يصبح واثقًا من الإنسان الذي يمتلك هذه الصفة ، فالتحلي
بصفة الوفاء ليس التزامًا دينيًّا فقط ، وإنما يتخطاه إلى أمور أخرى كثيرة ، منها
الوفاء الاجتماعي والوفاء الوطني ، فالإنسان الذي يكون وفيًّا مع زوجته وأولاده
وأقاربه وأصدقائه ، يحترمهم ويقدرهم ولا يكذب عليهم ، فهذا نوع من أنواع الوفاء
الاجتماعي ، أما الوفاء للوطن والدفاع عنه والخوف على مقدراته ، فهو ذلك الوفاء
الوطني الذي يجب أن يتحلى به الجميع ، حتى عند أخذ المشورة منه في حال تعلق أمر
المشورة بالوطن ، فعليه أن يكون وفيًّا دقيقا في رأيه بما يعود على الوطن بالنفع
والخير الكثير ، ومما سبق تظهر فائدة الوفاء للمجتمع إذا تحلى بها كل إنسان ، فإن
ذلك يجعل من المجتمع مجتمعًا متطورًا متماسكاً قادرا على مواجهة الصعوبات ، مليئًا
بالمحبة والتكاتف بين أبنائه ، عفيفًا عن كل ما قد يسبب الإيذاء للوطن أو لأحد من
أفراده .
وختامًا : يسعى الإنسان - بفطرته - لأن يكون محبوبا بين الجميع ، ولن يتأتَّى له
ذلك إلا من خلال الاتصاف بصفة الوفاء .
و لعلًّ أعلى درجات الوفاء هي الوفاء الديني ، الذي يتعلق
بطاعة الله في كل أوامره ، واجتناب نواهيه ، جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول
فيتبعون أحسنه ،
تعليقات
إرسال تعليق